5- لماذا ينحرف الجنس:
1) الذاتية
ليس من شك إن الله خلق الإنسان ليحيا في شركة معه،
ولذة الطرفين تكمن في هذه الشركة،
لذتى مع بنى آدم
" لكن مشكلة الإنسان تحدث حين ينعكف على ذاته، وينحصر داخل نفسه، لا يعطى شيئا للغير ولا حتى لله.
هذه الاكتفائية بالذات هذه الانانية والعزلة هى القوة الاولى التي تنحرف بالجنس ليصير ضارا.
هنا يبدأ الشباب يحصل على لذته من نفسه، ويتعبد لذاته وكبريائه ، ويحطم الآخرين ليرتفع هو
هذا الانغلاق الانانى
هو المحرك الاول لشهوات الجسد
سواء ما كان منها ذاتيا (كالعادات الشبابية)
أو مع الآخرين (كالعلاقات المنحرفة)
الذات
هى المحرك فهو يحب نفسه ويريد إن يمتعها ولو على حساب اآخر.
لذلك فالاحساس بالمسيح، والاقتراب منه، والانفتاح لعمل السماء والنعمة، يصحح تيار الحياة
وهذا امر ضرورى لحفظ الجنس في إطاره الصحيح
والتخلص من هذه الانحرافات
المسيح يخرج النفس من عزلتها لتتحد به وبالبشرية كلها " أفتحى لى يا أختى يا حبيبتى يا حمامتى يا كاملتى" (نش5: 2).
المسيح ينادى نفسك يا أخى الشاب.
فهل تفتح له قلبك؟
وهل تدخل في حوار واقعى معه؟
وهل تسلم له حياتك ليخلصها من كل أنانية بغيضة فتعيش بالمحبة وللمحبة؟
إن الإيمان بشخص المسيح، والحديث الهادىْ معه في الانجيل
أو المخدع أو القداس،
هو دواء لكل الشهوات الرديئة:
"عند إصعاد الذبيحة على مذبحك، تضمحل الخطيئة من أعضائنا بنعمتك " (قسمة القداس الالهى).
لذلك فالسؤال الاول المطروح أمامى كشاب هو:
هل عرفت المسيح حقا؟
وهل دخلت في حديث معه؟
وهل احبه لصفاته العذبة وعمله الفدائى لأجلى،
إن لم تكن قد دخلت في هذه الشركة
فهيا الآن
اجلس في هدوء
وتصور رب المجد أمامك
وأبدأ حديثا معه، وإن بدأ الحديث فلن ينته.
6- لماذا ينحرف الجنس:
2) المادية
يحس الإنسان بنشوة خاصة في ممارسة الجنس سرعان ما تتحول إلى ضيق وفراغ،
إن هو مارس الجنس خلوا من المحبة النقية الكائنة في سر الزيجة،
لذلك فهذه النشوة الشعورية الحسية، التي كثيرا ما تشد الشباب للانحراف، تحتاج إلى أختبار لنشوة روحية هادئة تنقل الإنسان من مستوى الجسدانيين إلى مستوى الروحانيين.
مشكلة الشباب
انهم لا يريدون إن يحيوا الحياة في ملئها ونقاوة قصدها وهم إن تذوقوا هذه الحياة سيتأكدون أنها أفضل وأعمق وأبقى من لذة الخطية، التي تنفي عن الحياة جديتها وعمق مصيرها.
وهذا السقوط إلى المستوى الحسى والمادى ينسحب إلى (او هو في الحقيقة ينبع من) الاستعباد للمادة بوجه عام، وعدم قدرة الإنسان على رؤية غير المنظور من خلال المنظور،
إن الوهم
الذي يقع فيه معظم الناس هو إن المادة في ذاتها تقدر إن تهب الحياة والسعادة
وهذا الوهم كان نتيجة سقوط آدم
لكن ابن الله الكلمة الذي خلق كل شىء حسنا،
صحح هذه الرؤية بتجسده إذ لبس المادة ولمسها واكل منها
وهكذا تقدست المادة أو بالحرى استعلنت نعمة الله من خلالها،
ومن ثم وهبنا بصيرة جديدة هى عطية الإيمان:
إن نرى ونطلب بالإيمان مجد الكلمة من وراء الجسد والمادة..
هذا الإيمان نختبره ونمارسه من خلال الاسرار الكنسية،
وفى ممارستها تتجدد فينا قوة هذه البصيرة وتشحذ وهكذا نستطيع إن نعيش في الخليقة الجديدة،
بالحياة الروحية أي بروح الله المنسكب علينا من العلاء،
فلن نقف بحسنا ومشاعرنا عند حد المادة،
ولن نظن إن سعادتنا وكفايتنا كامنة في المنظور، بل في ابن الله الكلمة واهب الحياة وغاية الحياة.
هل ذقت يا أخى الشاب حلاوة صفاء الحياة الروحية هذه؟
وهل ترن في اذنيك أنغام اورشليم؟
التي سبقنا اليها انطونيوس وبولا وأغسطينوس؟
تلمس في هدوء بصيرة الإيمان التي فيك،
حتى ترى الله في كل خليقة وكل إنسان،
فيتنقى العالم أمامك ويتطهر.
7- لماذا ينحرف الجنس:
3) الفراغ
يستحيل إن يعيش الإنسان في فراغ، والفراغ هنا ليس فراغ الوقت بل خلو الحياة، حين تكون الحياة خلوا من رسالة.
هنا الضياع والسقوط في العبث
الذي طبع الادب الفرنسى لزمان غير قليل، وأنتشر في بقاع كثيرة بعد ذلك.
إن مَنْ يقرأ لصموئيل بيكيت Samuel Beckett أو اونسكو
سيشعر بمرارة ما يعانيان
من ضياع
معنى الحياة والوجود في نظرهما
وحين يفقد الإنسان رسالته في الحياة إلى مأساة ويتحول الآخرون إلى جحيم، لأنهم سيعطلون طوح الذات.
لكن الرب يفتح لنا هنا أفقا رائعة:
"أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا
" الإنسان هنا، وجد لكي يخدم ويتحد بالمحبة مع البشرية كلها،
وحين يشعر الإنسان انه "رسول محبة" للإنسانية ينسى ذاته ويتذكر أخاه فلا يعد أنانيا بل محبا للجميع من قلب طاهر بشدة.
لا تجلس متباكي على بعض المتاعب الجنسية عندك،
لكن
أخرج إلى الطرقات لتبحث عن الخراف الضالة والمجهدة، وتدعوها إلى وليمة المحبة في بيت الرب،
والى شركة الوجود في حضرة الله،
هل تشعر يا أخى الشاب أنك
" رسول محبة " ؟
تقدم الخدمة لكل فقير أو بعيد، وتقدم من حبك لكل محروم ومتضايق،
هل تخدم الرب بأمانة وأتساع قلب؟
أم أنك تحيا لتكون نفسك ماديا،
وتمتع نفسك بما في هذا الدهر وتترك أخوة لك
– فقراء في الروح أو المادة –
يتضورون جوعا.
فلتكن لك رسالة وخدمة،
واخرج من بيتك لتزرع الحب والسلام في كل الأرض .
8- لماذا ينحرف الجنس:
4) التوتر
حين يعانى الشباب توترا وقلقا نفسيا من اجل المستقبل مثلا، أو من اجل متاعب مادية أو اجتماعية في محيط الاسرة، ينعكفون على الخطية لاستجلاب لذة تعويضية عن المرار الذي يعيشونه.
لذلك يلزم للشباب
الذي ينشد الطهارة
ألا يترك نفسه لأى سبب أو لأى مشكلة، بل يسلمها في هدوء بين يدى الله،
واثقا أنه أبن لأب يرعى إحتياجاته ويعطيه الطعام فى حينه الحسن، ويعمل كل شىء حسنا في وقته.
ان لحظات المخدع التي تتحاور مع الله بخصوص مشاكلك المادية والعلمية والعائلية..
تهدى نفسك وتسكب السلام في داخلك،
فلا تشعر بجوع عاطفى، ولا بتوتر نفسى يدفعك للسقوط،
خصوصا في الافكار الشريرة أو العادات الضارة كالعادة الشبابية أو عادة التدخين أو غيرها.
والآن يا أخى الحبيب..
مزيدا من الحب للمسيح والتطلع للسماء، والمحبة للآخرين، والسلام الداخلى..
وهكذا تحصل على الطهارة والقداسة التي بدونها لن يرى احد الله.
" من لى في السماء ومعك لا اريد شيئا على الأرض"
(مز73: 25)
9- ضمانات حياة الطهارة
يتصور بعض الشباب إن حياة الطهارة اصبحت أمرا مستحيلا هذه الايام،
فهناك بالفعل قوة جبارة تدفع الإنسان نحو السقوط:
الغريزة بنداءاتها الملحة التي لا تهدأ،
والمجتمع بعثراته الخطيرة التي لا تنتهى،
والشيطان كرئيس شرير يعمل في هذا العالم ضد الله وضد القداسة،
ليحاول قد إمكانه إفساد خطة الله من خلق الإنسان، وقصده المبارك من نحوه.
النغمة الشائعة في هذه الايام هى نغمة
"روح العصر"
فالمجتمع الحالى
يجرى ليلاحق التطور العصرى في مجلاته العلمية والفكرية والتقدمية،
والمجتمع الكنسى
يجتهد في استيعاب التغيرات التي طرأت على هذا الجيل، والنزعات المختلفة التي تحركها مثل:
نزعة الكبرياء العقلية،
ونزعة القلق،
ونزعة التحرر ،
ونزعة الانحلال،
ونزعة الانفتاح الفكرى... الخ
ولكن ثمة خدعة يحاول الشيطان إن يتسلل بها إلى قلوب شبابنا هذه الايام، مؤداها ان هذا العصر يختلف كثيرا عما سبقه من عصور،
بحيث اصبحت القداسة سرابا لا داعى للاجتهاد في السير نحوه.