كتاب الشباب وحياة الطهارة للأنبا موسى أسقف الشباب الجزء الأول
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: كتاب الشباب وحياة الطهارة للأنبا موسى أسقف الشباب الجزء الأول الإثنين 31 أغسطس - 22:07
الشباب وحياة الطهارة - الأنبا موسى أسقف الشباب
1- مقدمة كتاب الشباب وحياة الطهارة
1-
الجنس هو قدس اقداس الجسم الإنسانى،
ولذلك ينبغى إن نقترب إلى موضوعاته بخشوع شديد، ووقار كامل، ويستحسن عدم طرح هذه الموضوعات في الاجتماعات بطريقة متبسطة أو منطلقة، بحيث تثير تعليقات الشباب وضحكاتهم،
بل لابد من قدسية الحديث ووقار النقاش وعفة الالفاظ، فالعرض الخاطىء يحرمنا من حضور الله الذي السماء ليست بطاهرة قدامه والى ملائكته ينسب حماقة.
2- الجنس شركة في الخلق
ونحن عن طريقه نشترك مع الله في استمرار النوع الإنسانى، فالامكانيات التي استودعها الله فينا في إعجاز فائق إنما هى وسيلة مقدسة لاستمرار خلق الله لكائنات أخرى تعمر الأرض وتخلد في السماء.
3- كما إن الزواج المسيحي اتحاد روحى،
بحيث يصير الفرد زوجا والاثنان واحدا بالروح القدس.
انه حب باذل سخى وليس اتفاقا بشريا ماديا، وهناك مواصفات اساسية فيمن ينوى الدخول إلى هذا السر المقدس وفى اسلوبه في أختيار الشريك.
4- وبالنسبة للشباب المبكر – في المرحلة الثانوية واوائل المرحلة التالية – يستحسن اعطاء أفكار علمية روحية في هذه الموضوعات
ليحتصن الشباب ضد التيارات المختلفة والمنحرفة، ولاشك إن " الوقاية خير من العلاج " فالشباب حين يدرك مفهوم الجنس، بأسلوب ضبط العاطفة وضرورة التسامى بالغرائز والانتباه إلى مشاغل الحياة الاخرى والسلوك بقداسة مع نفسه ومع غيره...
هذه كلها حين تدخل اقتناعه، وحين يدخل هو إلى خبرة روحية حقيقية وشركة في المسيح، تحميه من انحرافات خطيرة.
5- ولابد من التنبيه إلى ضرورة فتح القلب للشباب والشابات،
ليتحدث الجميع إلى آبائهم في الاعتراف وخدامهم وخادماتهم بكل ما يجول بأذهانهم من تساؤلات وأفكار، وعلى الخدام والخادمات إن يكون دورهم هو قيادة النفوس إلى المسيح والى أب الاعتراف، دون إغراق في سماع اعترافات من الشباب، فهذا له رد فعل عكسى في النهاية غير سليم روحيا وكنسيا،
إن إشعال الضوء أمام الشبان والشابات ليميزوا الغث من الثمين والنصيحة الصادقة من الغواية الآثمة، والعطف المسيحي من العطف الخداع، والعاطفة الروحية النقية من العاطفة الهابطة إلى مستوى الجسد..
هذا كله من شأنه إن يسدد خطى شبابنا في الطريق السليم بنعمة المسيح لذلك فالرعاية الفردية وممارسة الاعتراف تحل الكثير من المشاكل قبل إن تستفحل، وربما قبل إن تبدأ.
6- ولا يليق بالمرشد إن يصعب الطريق على الشباب،
أو إن يجعلهم يركزون على هذا النوع من الخطايا دون ذاك، فلا شك إن نهر النعمة يجرف كل شىء أمامه وعمل روح الله يقدس الكيان بأسره. لذلك فكثرة الحديث في هذه الامور قد تعطى انطباعا بأنها مشاكل عسيرة الحل مع انها سهلة وميسرة في المسيح،
المطلوب هو الدفع الايجابى نحو الحياة المسيحية، الحياة اليومية، أكثر من التركيز المريض على السلبيات.
7- ولا شك إن الرب يقدر ظروف أولاده،
فسن الزواج يتأخر باستمرار، وظروف المعيشة تزداد صعوبة، والتقاليد القديمة في "الشبكة" و"الجهاز" تحتاج إلى تطوير جذرى وهذا كله أضاف صعوبة إلى حياة الطهارة، خصوصا اذا تذكرنا دور وسائل الاعلام والسفر إلى الخارج والاثارة المستمرة
لذلك يجدر بالخدام ألا يدعو الشباب يسقط في اليأس ، بل عليهم إن يسكبوا في قلوبهم من لدن الرب، روح الرجاء "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تى1: 7)
2- لماذا الجنس؟ ومتى ينحرف؟
ترتفع صيخات كثيرة – هذه الايام – لتتساءل
"لماذا خلق الله فينا هذه الغريزة التى تتعبنا؟
ها نحن نرى مع بدايات تكوين البشرية، وكيف كانت هذه الغريزة سببا فى مشاكل وحروب:
كخطايا سدوم وعمورة، ومحاربو زوجة فوطيفار ليوسف، وانواع الانحرافات المختلفة المسجلة في سفر الللاويين، وسبط بنيامين وداود الخ.
وفى العصر الحديث
نسمع ونرى تيار الاباحية وهو يكتسح العالم،
سواء في العلاقات او وسائل الإعلام،
وفى بلادنا نشعر بوطأة المشكلة وهى تخرج من مكان الظلام،
لتسير في الطرقات ترفع رأسها بلا حياء.
فهل خلق الله الجنس ليعذبنا؟
كم من شباب يخاف الله ويتطلع إلى الملكوت ويهتم بخلاص نفسه، ولكنه يتعثر أمام هذه المشكلة ويتصور إن خلاصه عسير، وربما مستحيل،
بينما الرسول يقول "خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا" (رو13: 11)
3- لماذا خلق الله الجنس؟
كان من الممكن – لو أراد الله للبشرية إن تستمر – أن خلقنا بتكوين آخر يسمح بامتداد النوع وحفظه دون الحاجة إلى هذه الشركة
دون جنسين مختلفين
ونحن نعرف – علميا – ذلك الذي نسميه:
التلقيح الذاتى
مثلا أو إن يخلق الله الإنسان بغريزة تتحرك في وقت معين بهدف حفظ النوع وترقد هادئة بقية العام،
لكن الله – في الواقع – اراد بالجنس ما هو ابعد من مجرد حفظ النوع
وذلك ما انفرد به الإنسان دون سائر المخلوقات
لقد اراد بالجنس نوعا من الحب والشركة والاتحاد بين الإنسان والله، وبين الإنسان والآخر.
وهذا يتحقق – بصورة خاصة – في سر الزواج المقدس،
حينما يعطى الإنسان المؤمن نفسه للآخر بلا تحفظ، ويتحد الاثنان بالروح القدس ليصيرا واحدا، ويصير كل واحد منهما زوجا.
لذلك فكل انحراف بالجنس عن ذلك المسلك الطبيعى المقدس
هو
تعبير عن انحراف في
" تيار الحياة".
4- لماذا ينحرف الجنس؟
ان خطايا الجنس
لا تبدأ من الجسد وحواسه المختلفة، بقدر ما تبدأ من تيارات دفينة تعمل في باطن الإنسان، وتوجه سلوكه وشهواته وغرائزه..
أما الجسد
فهو مجال التعبير الخارجى المحسوس ليس إلا.
فما هى هذه القوى الباطنية التي تجعل الإنسان ينحرف بالجنس؟
هذه بعض الامثلة:
1- الذاتية 2- المادية 3- الفراغ 4- التوتر
كتاب الشباب وحياة الطهارة للأنبا موسى أسقف الشباب الجزء الأول