عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: كيف نتخلص من حياة الشر والفساد على المستوى العملي الخميس 27 أغسطس - 20:46
كيف نتخلص من حياة الشر والفساد على المستوى العملي
نقاوة النفس والتخلص من الفساد
نقاوة النفس والتخلص من الفساد ، لا يأتي بالأحلام ولا التمنيات ، ولا بمجرد أننا نحمل نية التوبة أو نتعمق في معرفة الروحيات أو بمجرد أن نقرأ كتابات الآباء ، أو بمجرد أننا نذهب للكنيسة ونواظب عليها ، أو بمجرد إحساسنا وخيالاتنا الخاصة عن آلام ربنا يسوع وكلامنا عنها ...
بل هو عمل الله الذي يتم داخل النفس من واقع الآلام المشقات التي تقع عليها بسماح الله ، فالله يدخل الإنسان في وادي الشقاء ، وذلك ليدخل في مرحلة النقاوة وتتربى النفس بتأديب الله ، وبتذوق العصا التي تسمع وترى لا في الخيال بل في واقع خبرة الحياة اليومية ، ثم يتحول الألم لمجد قيامة لا يزول !!!
ولكي يبلغ الإنسان هذا المستوى يبدأ بتذوق التأديب من الله ، بمحن ومشقات وأمراض جسد وخسارة وفشل وضعف وإهانة من الناس وضيق شديد مع غصة ألم مر ، وهذا التأديب لا يأتي لأي شخص إلا ويكون عزيز جداً في عين الله ومحبوب لدية للغاية ، وتنتهي هذه المعاناة بمعاينة الله وخبرة شركة آلام المسيح وتذوق حلاوة القيامة من وراء الآلام والضيقات والمحن من عدو كل خير وكل ما يحيط بالإنسان :
" طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " (مت 5 : " بسمع الأذن قد سمعت عنك و الآن رأتك عيني " (اي 42 : 5)
فلنا أن نصبر صبر القديسين على هذه المحنة لأننا حتماً سنفوز بصقل النفس وامتحانها بالنار ونبلغ مبلغ القديسين محبي المسيح ، وما أروع المعونة التي يرسلها الله لنا وهي عذراء الدهور من هي أعلى من الأنبياء القديسة العظيمة أمنا الحلوة مريم ، وسحابة شهوده القديسين ...
فربما لا نقدر أن نفرح في التجارب والمحن التي تقع علينا ، وهذا طبيعي جداً ، لأن التأديب لا يعطي فرحاً في البداية ، لأننا نشعر بثقل الضيق ويعتصرنا الحزن عصراً ، فلا بد من أن نشكر الله على كل محنة ونصبر عليها ، لأن بهذا تذكى القديسين وفازوا بالمجد السماوي ...
فالمجد والإكرام الدائم لإلهنا الحي الذي يريد أن يخلصنا ويهدينا إلى ملكوته ...
النعمة مع جميع المتأملين والمتضايقين من أجل الله وحبه العظيم ، فاصبر يا من أنت في ضيق رافعاً قلبك لله ومتمسكاً به للنفس الأخير ، لأن الحياة تزول في النهاية ، ولكن بصبرنا نقتني أنفسنا ، وبتمسكنا بالحياة في الله نفوز بالمجد السماوي مع عريس النفس الحقيقي ، الذي هو فرح الدهور ...
فلن يفوز أحد أن لم يجاهد قانونياً ، خاضعاً لكل تأديبات الله متقبلاً خبرة الآلام في صليب ربنا يسوع ليبلغ خبرة مجد القيامة : " لأعرفه و قوة قيامته و شركة آلامه متشبها بموته " (في 3 : 10)