عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: حياة الشهيده مارينا الجمعة 11 سبتمبر - 10:10
حياة الشهيده مارينا
في هذا اليوم تذكار شهادة القديسة المختارة السعيدة مارينا، التى غلبت الشيطان. كانت من بنات أكابر إنطاكية، وكان والداها يعبدان الأصنام فلما ماتت أمها أرسلها أبوها إلى مربية لتربيها. وكانت هذه المربية مؤمنة بالمسيح. ففي بعض الأيام سمعت مربيتها تذكر سير الشهداء وما ينالونه في الملكوت الأبدي فاشتاقت أن تكون شهيدة على اسم السيد المسيح فلما خرجت القديسة ذات يوم مع جواريها إلى منزلها، وجدت في طريقها لوفاريوس الابروتس الوالي، فلما رآها أعجبته كثيرا، فأمر بإحضارها إليه. ولما ذهب إليها الجنود وأعلمهتم أنها مسيحية. فلما عرفوا الوالي بذلك، فزع جداً، وأحضرها قهراً، وعرض عليها السجود للأصنام، وترك الإله فأبت. عندئذ قال لها: ما اسمك ومن أين أنت؟ فقالت له: أنا مسيحية مؤمنة بالسيد المسيح، واسمى مارينا. فلاطفها كثيرا فلم تذعن له، فوعدها بالزواج ووعود أخرى كثيرة فلم تطعه، بل زجرته وأهانته فأمر أن تمشط بأمشاط من حديد، وأن تدلك بخل وجير وملح، ففعلوا بها ذلك وهى صابرة. ثم أودعوها المعتقل على اعتبار أنها ماتت. فللوقت أتاها ملاك الرب وشفاها من سائر جراحها فشفيت حتى كأن لم يكن بها ألم البتة. وبعد ذلك خرج عليها ثعبان عظيم مفزع. وهى واقفة تصلى، ويداها مبسوطتان مثل علامة الصليب، فابتلعها فكادت روحها تفارق جسدها ، فصلبت وصلت وهى في جوفه فانشق نصفين ووقع علي الأرض ومات، وخرجت القديسة مارينا سالمة .
فلما كان الغد، أمر الوالي بإحضارها، ولما رآها سالمة تعجب كثيراً وقال لها : يا مارينا قد ظهر اليوم سحرك، فاسمعي منى واعبدي الآلهة يكون لك بذلك خير كثير، وأنا أعطيك جميع ما وعدتك به. فاحتقرته هو وآلهته الصامتة، وقالت له: أنا أعبد الرب يسوع المسيح ابن الله الحي. إله السموات والأرض. ومهما أردت أن تصنعه بي فاصنعه فأنى لا أسمع منك شيئا. فأمر الوالي أن تعلق في المعصرة وتعصر بشدة، ففعلوا بها كذلك ثم أودعوها المعتقل. وبعد ذلك نزل ملاك الرب وشفاها، ثم ظهر لها الشيطان وقال لها: يا مارينا لو أطعت الوالي كان أصلح لك، فإنه رجل قاسى القلب، ويريد أن يمحو اسمك من على الأرض. فعرفت أنه الشيطان، وفي الحال امسكته من شعر رأسه، وأخذت عوداً من حديد وبدأت تضربه وهى تقول له: كف عنى أيها الشيطان، ثم ربطته بعلامة الصليب المجيد أن لا يبرح من أمامها حتى يعرفها جميع ما يعمله بالبشر، ومن تضييقها عليه قال لها: أنا الذى أحسن للإنسان الزني والسرقة والتجديف والأمور الدنيوية. وإذا لم أتغلب عليه ، فأنى أسلط عليه النوم والكسل حتى لا أدعه يصلى ويطلب غفران خطاياه. فللوقت طردته القديسة.
ولما رآها الوالي تعجب كثيراً، ثم أمر بكشف جسدها، وأن يملأ قذان كبير من الرصاص السائل وتغطس فيه فلما فعل بها هذا سألت الرب أن يجعل لها ذلك معمودية، فأرسل الرب ملاكه كشبه حمامة، وغطست وهى تقول: باسم الأب والابن والروح القدس اله واحد آمين. ثم ناداها صوت من السماء قائلا لها: يا مارينا ها أنت قد اصطبغت بماء المعمودية. ففرحت كثيراً وسمع الحاضرون بما صنع مع القديسة، فآمن منهم جمع كثير، فأمر الوالي بضرب أعناقهم. وبعد ذلك أمر بقطع رأسها المقدسة، فأخذها السياف ومضى إلى خارج المدينة ثم قال لها: سيدتي مارينا. أنى أنظر ملاك الرب ومعه إكليل من نور ساطع جداً. فقالت : أسألك أن تمهلني قليلا حتى أصلى. ثم بسطت يديها، وصلت بحرارة. ثم قالت للسياف: افعل ما أمرت به، وأحنت عنقها للسياف فقال لها: لا أصنع هذا أبداً. فقالت له القديسة: إذا لم تفعل هذا فليس لك نصيب في ملكوت السموات. فلما سمع منها هذا الكلام أخرج السيف وضرب عنقها، ثم ضرب رقبته هو أيضاً وهو يقول إنى مؤمن بإله القديسة مارينا. ثم وقع عن يمينها، ونال إكليل الشهادة في ملكوت السموات. وقد أظهر الرب من جسدها عجائب ومعجزات شفاء كثيرة. وجسدها موجود بكنيسة السيدة العذراء مريم بحارة الروم الكبرى.