حياة العمل _أرشاد لكل نفس تريد ان تحيا بعمق مع المسيح (ج6)
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: حياة العمل _أرشاد لكل نفس تريد ان تحيا بعمق مع المسيح (ج6) الخميس 27 أغسطس - 20:19
حياة العمل _أرشاد لكل نفس تريد ان تحيا بعمق مع المسيح (ج6)
أماني متسعة غير محدودة
إن للإنسان المحدود أماني متسعة جداً لا محدودة، يسعى جاهداً لكي يُحققها، رغم جهله بمصدرها وما يُشبعها إشباع حقيقي، لذلك يعيش في توترّ وقلق دائم! ولكن ما هوَّ سرّ هذا التفاوت الصارخ الذي في حياة الإنسان؟ من أين أتى هذا السعي إلى اللامتناهي والمطلق، رغم أن خبرته في الحياة تُقدم لهُ المحدود الزمني أي المحدود النسبي، الذي لا يُشبعه على الإطلاق، بل يزده قلق وجوع؟
في الحقيقة، أن في أعماق الإنسان المحدود، في الداخل، صورة أصلية لكائن غير محدود. لذلك فأن سعي الإنسان إلى المطلق تعبيراً عن حنينه وشوقه لأصل الصورة، فالصورة تحن لأصلها المطلق!!
فخيبة الإنسان المتكررة وخطأه الدائم، هوَّ أنهُ يبحث عن ما يروي عطشه ويُسدد احتياجاته بين المخلوقات والمجتمع، وطلب ما هوَّ على الأرض، فهوَّ يطلب حياة كريمة ومعقولة ليس فيها شرّ، طلبات عادية، ولكن مهما كانت فهيَّ على الأرض، ويتمنى عملاً يبعده عن التفكير بالشرّ وحياة تجعله يهدأ لنفسه أو حب يُشبع قلبه، وزوجة صالحة تهتم به وتعطيه احتياجه، ولكن هيهات أن شبع قلبه أو حس براحة!!!!!!!!
مصيبة الإنسان أنه يبحث عن الذي يروي عطش قلبه غير الله، أو قبل الله، أو الله يُشبع قلبه في حياة مريحة وهادئة بلا صراع على الأرض، ولكن هيهات من أن يستريح الإنسان في الأرض!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فكما أن المدّ يفترض وجود القمرّ الذي يجذب إليه ماء البحر، ولو كان مختفياً وراء السحب، كذلك مدّ النفوس وسعيها المتواصل إلى ما يُشبهها، ولا يُشبعها غير المطلق، أي الله الذي هوَّ وحده الذي يجذب النفس حتى ولو اختفى عن نظرنا وإدراكنا : (( يارب خلقتنا لذاتك (متجهين إليك) وكذلك لن تجد قلوبنا راحة إلا إذا استقرت فيك)) (القديس أغسطينوس)
حياة العمل _أرشاد لكل نفس تريد ان تحيا بعمق مع المسيح (ج6)