حياة العمل - أرشاد لكل نفس تريد أن تحيا بعمق مع المسيح (جـ2)
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: حياة العمل - أرشاد لكل نفس تريد أن تحيا بعمق مع المسيح (جـ2) الأربعاء 26 أغسطس - 22:29
حياة العمل - أرشاد لكل نفس تريد أن تحيا بعمق مع المسيح (جـ2)
الكتاب المقدس والأيمان
*الكتاب المقدس، في حقيقته، هوَّ كلمة الله ، وكلمة الله هو شخص الكلمة الحي القائم من الأموات، لذلك نحن نجتاز ألفاظ الكتاب المقدس ومعانية الحرفية والحسية، بعملية عبور، من المنظور للغير منظور!!
فالمنظور هوَّ الكلام المكتوب أمامي على الورق، والغير منظور في هذه السطور المكتوبة أي هيَّ هيَّ التي أراها وأقرئها الآن، هوَّ شخص الكلمة المتجسد القائم من الموت يسوع المسيح، الرب بشخصه!!
فالله هوَّ الذي يُكلمني كما كلم إبراهيم، ويواجهني كما واجه اسحق وذلك من خلال سطور الكتاب المقدس المكتوبة بحبر على ورق، ولننتبه أن كلمة الله هيَّ الله وليست مجرد كلمات كتبت أو نقرئها: "في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله" (يو1: 1)
عموماً، هذا العبور أي العبور من الكلمة المكتوبة والخروج من اللفظ المنطوق، إلى شخص الله الكلمة، لهُ شرط أو مطلب؟ في الحقيقة شرط بل ومطلب العبور، أي بلوغ حقيقة الكلمة في عمقها، والتطلع إلى الله والنظر إليه من خلال الكلمة، هوَّ الإيمان. الكتاب المقدس يُلزمنا بالإيمان لكي نرى فيه ما لا يُرى: "أما الإيمان فهوَّ الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى" (عب11: 1)
فبدون الإيمان لا نرى شيء، وسيظل الكتاب المقدس، بالنسبة لنا، موضوع مطروح للمناقشة، والتأمل الخاص حسب رأي كل واحد فينا، أو مجرد بَركة بمعناها السطحي للكلمة، أو ربما تتطور الأمور لتصل لحد النزاع على رأي خاص، كما نرى في هذه الأيام الصعبة، حتى أنه صار أراء شخصية كثيرة صنعت خصومات وانشقاقات مالها حصر..
فقولي: أنا أؤمن بالله وأؤمن بالإنجيل، وأحاول جاهداً أن أصنع ما يُثبت ذلك بالحجج والبراهين والإثباتات، هذه لن تخرج عن كونها فلسفة فقط، تزول بزوال المؤثر. أو ربما أتأثر بعظة فأنفعل وأُقرر أن أقرأ الكتاب المقدس، ولكن الصدمة الكبرى هيَّ حينما يزول المؤثر وينتهي انفعالي الوقتي بالعظة أو بما قرأت، فأجد نفسي قد نسيت ما قررت وانتهى كل شيء، ولم يعد في أمكاني أن أقرأ الكتاب المقدس ولا أجد دافع لقراءته!!، وإن قرأت فلا نتيجة أي لا تغيير، يبقى الحال كما هوَّ؟!!!
الإيمان ليس لفظة تُنطق، وليس أقراراً نظرياً بحقيقة باردة. فالله الذي أعرفه – بحسب منطقي أنا منطقي الشخصي ورؤيتي الجسدانية وتفكيري الخاص – هوَّ إله الكون وإله ألفاظ الكتاب المقدس، هذا إله فلسفي صنع العقل وحده، فإذا كان هذا الإله الفلسفي إله الكون واللفظ فقط، جامد جمود الهندسة والعلوم الأكاديمية وحبيس الألفاظ الغير مفهومة والتي يتعثر فيها العقل؛ إذن أنا لا اعرف الإله الحي الحقيقي وينبغي أن اعرفه كشخص وليس فكرة أو حسب رايي الخاص وتصورات عقلي عنه ، حسب ثقافتي ورؤية عقلي الخاص ... ينبغي أن أرى الله الذي يتحرك نحوي أنا بمحبته المتسعة ليصبح إلهي أنا. ينبغي أن يحب ويميل نحوي ليتصل بي ولأتصل أنا به!! الإله العقلي يُصبح الإله الحي إذا خاطبني أي تحدث أليَّ وتحدثت أنا إليه.
حياة العمل - أرشاد لكل نفس تريد أن تحيا بعمق مع المسيح (جـ2)