عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: كيف نحتفل بالعيد؟ الخميس 27 أغسطس - 20:52
كيف نحتفل بالعيد ؟
وكيف يصير هذا التعييد ؟ لا بأن نزين الأبواب، ولا نقيم حفلات رقص، ولا نزين الشوارع ولا نبهج عيوننا ، ولا نُطرب أسماعنا بموسيقى صاخبة، ولا نلذذ أنوفنا بروائح أنثوية غير لائقة، دعونا لا نفسد حاسة التذوق، ولا نسمح لحاسة اللمس أن تتلذذ بلمس أشياء غير لائقة. هذه الحواس التي يمكن أن تكون مداخل سهلة للخطية ؛ لنكن غير متخنثين بلبس الملابس الناعمة والكثيرة الثمن، والتي لا نفع لها. ولا نتزين بأحجار ثمينة وبذهب لامع ، وبأصباغ تشوه الجمال الطبيعي الذي خُلِقَ على صورة الله، ولا للهزء والسكر الذي يصاحبه دائمًا الفسق والدعارة (انظر رو13:13)، لأن التعاليم الشريرة تأتى من المعلّمين الأشرار، أو بكلام أفضل ، لأن البذرة الشريرة تنبت نباتًا شريرًا ، فلا نفترش الفرش الناعم الذي يرضى لذّات البطن والشهوات العابرة. ولا نُقبِل على شرب الخمور الممزوجة برائحة الزهور، ولا على الطعام الشهي الذي يتفنن الطهاة في طهيه . ولا نُدهن بطيب غالى الثمن .
لا ندع الأرض والبحر يقدمان نفاياتهما الثمينة كهدية ـ لأني أسمى الرفاهية نفاية ـ دعونا لا ننافس أحدنا الآخر في ارتكاب المعاصي ، فكل شيء زائد عن الحاجة الضرورية هو إفراط. بينما يوجد آخرون ـ من نفس طينتنا وطبيعتنا ـ يتضورون جوعًا، وهم في غاية العوز.
فلنترك كل هذه الأمور للوثنيين ولاحتفالات الوثنيين ، الذين تسر آلهتهم برائحة شواء الذبائح ، ويقدمون لها العبادة بالطعام والشراب ، فهم مخترعون للشر، وكهنة وخدام للشياطين .
أما نحن الذين نقدم عبادتنا "للكلمة"، إن كان يجب أن نستمتع بشيء ، فلنستمتع بالكلمة ، بالناموس الإلهي وبالشواهد الكتابية خاصةً تلك التي تحدثنا عن موضوعات مثل موضوع احتفال اليوم ، حتى تكون متعتنا قريبة من ذاك الذي جمعنا معًا للاحتفال به (أي المسيح) وليست بعيدة عنه. هل تريدون (لأني أنا اليوم سوف أقدم لكم المائدة يا ضيوفي) أن أضع أمامكم رواية هذه الأحداث ( يتكلم عن عيد الميلاد المجيد ) بأكثر غزارة وأجمل كلام أستطيعه لكي تعرفوا كيف يستطيع شخص غريب أن يُغذى مواطني البلد ، وساكن الريف أن يغذى سكان المدينة ، والذي لا يهتم بالمتع أن يُغذى أولئك الذين يسرون بالمتعة ، ومَن هو فقير وليس له بيت ولا يملك أي شيء أن يغذى أولئك المشهورون بسبب غناهم.