عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: صوم الميلاد المجيد .صوم المصالحه الثلاثاء 1 ديسمبر - 19:38
صوم الميلاد المجيد .صوم المصالحه
أسمعوا منالي كلام حكمة بإلهام الروح القدس الذي يعلمنا كل شيء ويرشدنا لطريق الحق والذي خط لنا على مر العصور تقليد مجيد لنسير في درب طريق الحياة ... أحب أن أقول لكم في هذه الأيام المقدسة يا أحباء يسوع ، ونحن نستعد لنستقبل عيد الميلاد : أننا مقبلين على عيد السلام والمصالحة ، مصالحة الأرض والسماء ، مصالحة النفس مع الله ، مصالحة النفس مع النفس ، ومصالحة الإنسان مع الإنسان ، حتى نكون مستحقين أن نهتف مع الملائكة المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ... أكتب إليكم عن الصوم الحقيقي كما سلمه لنا الآباء ، مركزاً على الأب العظيم القديس أثناسيوس الرسولي : [color=blue]ا أيها الأخوة ، ماذا يحقق الصوم حسب الوصايا (القانون) الخاصة بالصوم . مطلوب منا ألاَّ نصوم فقط بالجسد ، بل أن نصوم بالنفس . وصوم النفس هو في التواضع عندما لا نتبع الأراء الشريرة ، بل نتغذَّى بالفضائل الحسنة ؛ لأن الرذائل والفضائل هي طعام النفس . وتستطيع النفس أن تأكل أيهما كطعام ، وأن تميل الى أي الطريقين : طريق الفضيلة أو طريق الرذيلة حسب إراداتها . فإذا مالت النفس الى الفضيلة ، فإنها تتغذَّى بفضائل البر مثل الإحتمال والوداعة والثبات. كما يقول بولس : " تتغذى بكلمة الحق " ( 1 تيموثاوس 4: 16 ) . وهكذا كان حال ربنا الذي قال: " طعامي أن عمل مشيئة أبي الذي في السموات " (يوحنا 4: 34 ) .
أما إذا لم يكن هذا هو حال النفس وبدأت تنحدر وتسقط الى أسفل ، فإنها لا تتغذَّى بشيء آخر سوى الخطية . وهكذا وصف الروح القدس الخطاَة وطعامهم مشيرًا الى الشيطان عندما قال : " سوف أجعله طعامًا لشعب الحبشة " (مزمور ٧٤: ١٤السبعينية) ؛ لأن الشيطان هو طعام للخطاة ، أما ربنا يسوع المسيح مخلصنا فهو " الخبز السماوي " وطعام القديسين حسبما قال : " إن لم تأكلوا جسدي وتشربوا دمي " (يوحنا ٦: ٥٣ ) . بينما الشيطان هو طعام النجسين والذين لا يسلكون حسب النور ، وانما يعملون " أعمال الظلمة ".
ولذلك لكي نبتعد عن الرذائل يوصينا الرب أن نتغذَّى بطعام الفضائل ، أي تواضع الفكر والانسحاق واحتمال التحقير والاعتراف بأن أي شيء حسِن فينا هو من الله ؛ لأن هذا الصوم (قانون الصوم) لا يطهر نفوسنا فقط ، بل يحفظها مقدسًة ، ويؤهل القديسين ويرفعهم الى فوق، الى ما هو فوق الأرض ]
(( القديس أثناسيوس الرسولي : فقرة ٥ : ص ٥٠٨ من الترجمة الانجليزية مجموعة آباء نيقية ))
+ كل سنة وانتم طيبين ولننتبه أنه يستحيل علينا أن نصوم صوماً مقبولاً ، أو يحق لنا أن نُعيد عيد الميلاد ونحن في خصومة أو زعل ، فالله لا يقبل المتخاصمين الحاملين كل غضب أو تحامل على أحد ، والكنيسة تنبهنا كما سلمها الرب يسوع : " فان قدمت قربانك الى المذبح و هناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح و اذهب اولا اصطلح مع اخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك " (مت 5 : 23 و 24)...
العيد عيد المصالحة ، ولا أحد يهتف من قلبه ، إن لم يتغلغل الحب في قلبه ليقرب من إله المحبة الوديع والمتواضع القلب !!!