منهج الافخارستيا (لمعهد الرعاية )الافخارستيا سر الشركة لنيافة الحبر الجليل الانبا بنيامين اسقف المنوفية
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: منهج الافخارستيا (لمعهد الرعاية )الافخارستيا سر الشركة لنيافة الحبر الجليل الانبا بنيامين اسقف المنوفية الأحد 20 سبتمبر - 23:29
منهج الافخارستيا (لمعهد الرعاية )الافخارستيا سر الشركة لنيافة الحبر الجليل الانبا بنيامين اسقف المنوفية
" (سر الشكر)" إن أهم طقس فى الكنيسة القبطية.. طقس القداس الإلهى وفهم ما يحدث فى القداس هو أخطر ما يمكن وأهم ما ينبغى أن نعرفه.. كما أن طقس الكنيسة ليس فيه معضلات.. إلا واحدة وهى عدم فهم خلفية طقس القداس الخلفية الروحية واللاهوتية التى وراء كل طقس.. والقديس كيرلس الكبير وذهبى الفم والبابا أثناسيوس لهم أقوال توضح فهم سر الشركة وكيف يمتد ملكوت الله على حياتنا من خلال سر الشركة هذا.. لذا سنوضح فى قالب روحى الأمور اللاهوتية والطقسية فى القداس الإلهى
والطقس ينبوع حى: والذى يستهين بالطقس يستهين بالحياة مع الله وفهم الطقس أمر منتهى الخطورة والأهمية والذى لا يفهم الطقس أو يؤدى الطقس بلا فهم فهو غريب عن الكنيسة حتى لو كان يحيا فيها لذا
يحطم الطقس نوعان
الذى لا يفهم الطقس ومعانى الطقس ولا يلتزم بإتمام الطقس السليم
الذى يدقق فى الطقس ولكن بدون نعمة.. كأنه عابد وثن أو فريسى.. فهو لا يفهم الأبعاد الروحية التى وراءه وهذا ينفر الناس من الطقس
وهذا النوع الثانى انتشر فى الكنيسة فى فترات ضعف الكنيسة.. فريسية بلا روح أو جسد ميت بلا روح.. هذان السببان يحطمان الطقس فى أعين الشعب.. لذلك دراسة الطقس هامة بالنسبة للقادة..
"سر الشركة (سر الشكر)"
مفهوم سر الشركة: ما هذه الشركة.. وكيف تقوم شركتنا مع الله من خلال الطقس. القديس كيرلس الكبير يقول تعبيـر رائــع: قال الأفخارستيا هى حضور المسيح بالجسد وسط الكنيسة (حضور حقيقى حى).. ليس هو عبادة أو أن القداس ليس عبادة على مستوى الفكر والوجدان والمشاعر ولكن على مستوى التلامس الحقيقى
الواقع المحسوس والملموس: ولكن بالحاسة الروحية.. ويقول القديس كيرلس الكبير: "تجسد الله مهم جداً ولولا تجسده لم تتلامس البشرية مع الله" والسيد المسيح عندما كان يشفى أحد كان لابد أن يتلامس مع الشخص الذى يشفى بقدر أن يشفيهم بالكلمة لكن يقول وكل الذين لمسهم.. شوفوا.. لذلك المراة التى وقف نزيفها فوراً تلامست مع هدب الثوب الذى كان يكسو الجسد الملئ باللاهوت.. فالتلامس لازم ولابد أن يكون تلامس حقيقى وليس على مستوى الفكر والمشاعر ولكن على مستوى التلامس الحقيقى آآخذ المسيح فىّ جسد ودم حقيقى وهذه بداية مفهوم الشركة يقول القديس كيرلس الكبير
"الاشتراك فى سر الأفخارستيا هو اشتراك فى حياة المسيح له المجد شركة فى حياة المسيح.. إنها بذرة الخلود تفعل فينا كما تفعل الخميرة فى العجين لا يمكن للخميرة أن تخمر العجيب كله وهى خارجاً عنه لا تُحدث تغيير إلا إذا دخلت فيه"
يقول القديس كيرلس الكبير: "الأفخارستيا هى بذرة الخلود يأخذها الإنسان داخله وتسرى فى كيانه كله كما تسرى الخميرة فى العجين لذلك لابد أن الكاهن والشماس يعيشوا الشعب من خلال التسبحة والألحان والصلوات التى تتوج بالتناول بالحضرة الإلهية والتلامس مع المسيح كخميرة تدخل فى العجين.. فالكنيسة تُشبع بالفكر القراءات والوجدان بالتسابيح.. ولا تكتفى بهذا لكن تعطى الجسد والدم خميرة تخمر حياة الإنسان كلها.. إنها بذرة الخلود تمتد داخل حياتك كشجرة حتى تحيا الخلود قبل أن تبدأه فى الأبدية
v كيف تعطى الأفخارستيا الخلود؟ جسد القيامة: فالقيامة هى الخلود ولا خلود بلا قيامة لذلك ما نأكله هو جسد المسيح القائم من بين الأموات وليس الجسد اللحمى.. فالجسد فى سر الأفخارستيا هو الجسد القائم من بين الأموات بطبيعة مُمجدة وليست بطبيعة لحمية لا تحتاج أن تجتاز الموت فالسيد المسيح اجتاز الموت وقام ولو قلنا أن الخبز والخمر يتحول لطبيعة كجسدنا هكذا لابد أن يجتاز الموت ويكون المسيح لم يمت ولم يقم من الأموات (حاشا).. لكنه الجسد القائم من بين الأموات الجسد الروحانى الممجد لذلك يكون الدم فى الكنائس وحدة وممنوع أن الكاهن ينال الجسد مع الدم إلا فى حالة المرضى كلاً من الجسد والدم يقدم منفرداً.. الجسد القائم من بين الأموات جسد القيامة ودم المسيح المسفوك غفراناً للخطايا للعالم (دم الصليب).. لكن خلطهم معاً يعطى إحساس أنه جسد لحمى دموى.. لا جسد المسيح.. وهذا ما لا نقبله فلقد أخذ السيد المسيح الخبز وحده وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى وأخذ الدم وقال خذوا اشربوا هذا هو دمى.. يقول أحد الآباء: جسد القيامة والدم المسفوك على الصليب يجعلنا نلتصق بالمسيح كما يلتصق قطعتان من الشمع بواسطة النار" هذه هى الشركة لذلك نستخدم الكلمة اليونانيــة: (مبتاليبسس): أى (ميتا) = أعمق أو وراء الظـاهـر.. و(ميتاليبسس) أى: اشتراك له بعد أكثر من مجرد الاشتراك فى الأكل والشرب.. (ميتاآكسيس): أى شركة فعلية باليونانى يقول عنها القديس كيرلس الكبير: يقول عن (الميتاآكسيس): هذه هى الشركة هى اتحاد فائق اتحاد يفجر تيار النعمة الإلهية فى حياتنا الضعيفة المائتة.. فهى ليست شركة بالفكر والعاطفة والتأثير ولكنها شركة الحلول الحقيقى وليس على مستوى الفكر أو العاطفة أو التأثير
وهنا يربط الـ (ميتااكسيس) بكلمتين يونانيتين مهمين جداً
كلمة حلول باليونانى أى يحل = (إينوهى كاتين) أى الحلول الحقيقى أو الحلول ليس المعنوى لكن الحقيقى المستقر
كلمة شركة (كينونيا) أى شركة الروح القدس
وهنا يجمع بين كلمتين (شركة الروح القدس وحلول المسيح الحقيقى).. وهنا يستخـدم كلمة تعنى الاستقـرار (كاتويكاتين) أى باليونانى يستقر أو يسكن أو يحل حلول حقيقى
إذن شركة الحلول الحقيقى وليس على مستوى الفكر أو العاطفة أو التأثير وعلى الجميع الاستجابة لتيار النعمة الذى يتفجر فينا بهذه الشركة الحقيقية (ميتااكسيس) الشركة الحقيقية للروح القدس الذى يُعدنا بالتوبة لكى يستقر ابن الله فى حياتنا وفى كياننا وفى جسدنا لكى يشع إشعاعات النور والحرارة فى حياتنا الضعيفة المائتة فى هذه الشركة
إذن هى عملية إمداد للحياة التى تغلب الموت ولا يغلب الموت إلا المسيح القائم من بين الأموات والموت هنا هو أهواء الجسد.. وتطهر الإنسان من الخطية العاملة فى كيانه الجسدى "أرى ناموس آخر فى أعضائى يخالف ناموس الفكر.. ناموس الطبيعة البشرية (سلطان الجسد).. والجسد كالأسد له سلطان.. سلطان الأسد فى الغابة حياة الإنسان والأفخارستيا إمداد بالحياة لكى تغلب الموت أهواء الجسد التى تضاد الحياة الروحية
إذ كان الجسد يجذب الإنسان لأسفل إلا أن التناول يعمل فى الإنسان لكيما يرفعه مثل كوريك السيارة التى يرفعها ليعالج الكاوتش.. وتيار النعمة يرفع الإنسان إلى فوق لكى ما يعالج ما فيها من اعوجاج داخلى بشرط التوبة لذلك ربطها بين الكينونيا وبين الإيثيوكانين أى استقرار المسيح وحلوله فى الإنسان
الإنسان الغير تائب لا يشعر بهذه التيارات الغير روحية التى تعمل فيه.. والقديس كيرلس يبنى كلامه على أن السيد المسيح جاء ليعيد الإنسان إلى وضعه الأول ولإحياءه وجذبه.. بل يعيده إلى ما قبل السقوط القديم ويعطيه وضعه الجديد.. ونحن فى الأرباع الخشوعية نصلى ونقول: "بصليبه أعاد الإنسان إلى الفردوس مرة أخرى إلى طبيعته الأولى قبل السقوط.. وهذه هى قوة اللوغوس قوة الابن الكلمة التى تعمل فى الضعف البشرى. قوة إلهية تتسلط على حياة الإنسان لكى نحميه من قوة إبليس وسلطانه.. سلطان الجسد الذى يضاد الحياة الروحية
النتيجة: أن الأفخارستيا يدخل فيها السيد المسيح حياة المؤمن ويستقر فيه ويسكن ويهدأ ناموس الخطية الذى يثور فى الجسد.. بل يعطى قوة حياة تضاد كل قوة شريرة تهدم وتحطم الإنسان.. فالسيد المسيح يهدم ويحطم أهواء الخطية فى الجسد ويشفى كطبيب للنفس والجسد والروح هذه هى الرعاية الصالحة التى فيها السيد المسيح يعصب الجروح جروح الخطية ونزيف الشر الذى يعمل فى الإنسان كل يوم.. يحرر من أمراض النفس والجسد.. لذلك الإنسان الذى يعيش فى الكنيسة بفهم ووعى وقريب من التناول يكون له أسلوباً فى الحياة مختلف.. إذ له تيار النعمة داخل حياته يجعله متميز عن باقى الناس.. أسلوبه وطريقة تفكيره مختلف عن الإنسان العادى.. والقديس كيرلس يضيف بعد أعمق يقول: أن هناك انفعالات داخلية فى الإنسان غير ملائمة للإنسان الجديد وهى تقاوم الحياة الروحية.. انفعالات الكرامة.. وانفعالات الغيرة الفاسدة وانفعالات أولوية الذات (الذات البشرية) هذه الانفعالات لا يقيم المؤمن فيها ويتقوى روحياً إلا إذا حفظ فى ذاته مرضاة الله من خلال المائدة السرية". هذه هى القوة التى تقاوم النزوات التى يفتكها الشيطان من خلال الانفعالات فى حياة الإنسان.. والطب يقول فى مراكز فى المخ تحرك كل أعضاء الجسم.. فكر الشهوة مثلاً يحرك انفعالات معيناً يحرك عضواً معيناً والمسألة تبدأ بالفكر والانفعال.. والشيطان كقوة شريرة خفية يدخل للإنسان ويحركه.. يحرك انفعالات وشرور ممكن تقود بعد ذلك لأفعال لا ترضى الله.. ولا تكون للإنسان قوة روحية أخرى تقاوم هذه الانفعالات وتحمى الإنسان كمظلة واقية بدون الأفخارستيا
وهذا هو فعل المسيح فى سر الأفخارستيا.. هذه هى الشركة أن تكون حياتنا شركة بيننا وبين المسيح وليس وقفاً علينا لئلا نكون فريسة للشيطان لذلك أسموها سر الأفخارستيا
والشركة تكون مظلة واقية تحمى حياة الإنسان من الضياع فى الانفعالات غير المحمودة العواقب.. لذلك القديس سرابيون له ليتورجيا فى قداس القديس سرابيون يقول: يا إله الحق كلمات معانيها فى كامل الروعة والجمال يقول
"يا إله الحق ليأتى كلمتك القدوس على هذا الخبز وليصبح هذا الخبز جسد الكلمة وعلى هذه الكنائس لكى يصبح الكأس دم الحق واجعل الذين يتناولون فيها يتلقون دواء الحياة لشفاء كل عاهة ولتقوية كل نمو وكل فضيلة لا لدينونتهم يا إله الحق.. لا تحكم علينا ولا تخزنا.. فحوى الصلاة أن الهدف من الجسد والدم الذى نأخذهم أن الذى يتناولهم يتلقى دواء الحياة (المظلة الواقية) لكى يمنع دخول الموت عن طريق الفكر والانفعالات بالتيار الذى يصنعه الشيطان التيار الشرير.. والأفخارستيا مظلة الحياة الواقعية من الموت لشفاء كل عاهة روحية مثل الذى له عين ضاعت تكون عاهة البصر العماء عاهة والشيطان يعمى البصيرة الروحية إذ لو أن إنسان يقتل أخيه هذا ليس أعمى؟!! لكن بصيرته عمياء لا يرى.. فقد البصيرة التى يميز بها (مثل أب يعتدى على ابنته)؟!!! هذه عاهات موجودة فى الناس وتحتاج لعلاج وهنا ننتقل لنقطة عملية وهى
لابد أن يدخل فى وعى الناس أن التناول لابد أن يكون عن احتياج (احتياج للمظلة الواقعية التى تهب الإنسان حياة تضاد الموت).. وليس عن استحقاق.. مثل إنسان داخله روح المعصية يريد أن يطيع لكن داخله تيار يجعله عنيد هو متعرض لتيار شرير ينزع عنه فعل الطاعة.. تعرض لإشعاعات دنسة تهيج فيه الكرامة والذاتية
وهناك ملحوظة: نجد أن الإنسان أول ما يربط بفكر شرير فوراً يبعد عن التناول ممكن يحضر الكنيسة ولا يتنــاول.. (يقول التناور نور ونار) لذلك كقائد إذا وجدت مخدوم يقف بعيداً عن التناول اسأل لماذا؟ قد يكون أسير فكرة دخلت له غصب عنه.. تحطم فيه معانى جميلة أو تكون فيه عاهات مثل واحد يمسك أذن آخر يقطعها يمنع عنه السمع أو يكسر رجله أو يعوق مسيرته.. بسبب ضعف المسيرة له
لذلك يقولك اجعل الذين يتناولون منها يتلقون دواء الحياة لشفاء عاهة ولتقوية كل نمو وكل فضيلة لا لدينونتهم يا إله الحق. لا تحكم علينا ولا تخزنا..
الشركة مع المسيح (ميتاليبسس) اشتراك (ميتاإكسيس) شركة (إيتكابتين) أى حلول المسيح داخل الإنسان هذه اصطلاحات تساعد على فهم المعنى (كانوكانين) أى استقرار المسيح فى المؤمن حلوله واستقراره.. الحلول غير الاستقرار
الروح القدس كان يحل فى العهد القديم لكن لا يستقر كان حلول وقتى لكن هذا استقرار.. الشركة القائمة على الاتحاد فى الحياة شركة الحياة بينى وبين المسيح لأنه يعمل هذه المظلة التى تحمينى من تيار الشر
مع المسيح
مع المؤمنين
نقطة أخرى تخص الكنيسة كجسد المسيح: (الوحدة بين المؤمنين والمسيح) توجد بين المؤمنين والمسيح فى الأفخارستيا.. فهناك الاتحاد بين الرأس مع المسيح والاتحاد الأفقى فى الكنيسة
وهذا هو صليب الاتحاد: اتحاد رأس مع المسيح واتحاد أفقى مع المؤمنين
والاتحاد الأفقى: بين المؤمنين.. الذين يكونون جسداً واحداً لها مصطلح يونانى: (يتحوى) أى تعبير ليس الجسد.
فالجسد: (سوما) أو (ساركس) تعبير لجسد الإنسان
(ساركس): الجسد الخاضع لتيار الاثم – الجسد اللحمى الذى ممكن أن يسقط لكن جسد المسيح له العصمة معصوم من الخطأ
(سوما): يخص الجسد القائم من بين الأموات لذلك نقول على جسد المسيح: بى سوما اثئواب.. الجسد القائم من بين الأموات تظهر فيه الدرجات الروحية فى أقصى درجاتها
لكن الجسد الواحد (الكنيسة) ونحن كأعضاء اسمه الشعب الذى يكون أعضاء الجسد وكل واحد عضو فى الجسد يؤدى دور معين
(إبنسيس فيزيقا): أى الاتحاد الطبيعى والمسيح عندما يحل فى المؤمنين يكون نوع من الاتحاد الطبيعى الذى ينتج عن التناول
v ما أهمية الجسد الواحد للمؤمنين (جسد المسيح الواحد)؟! كل واحد له كيان وفكر وحياة خاصة فلماذا نكون جسد واحد؟!!
والقديس كيرلس الكبير يوضح الفكرة بقوله
علاقات الناس من خلال سر التناول تختلف عن علاقات الناس بعيداً عن سر التناول فلا خصام ولا زنى ولا قتل ولا سرقة ولا خطية يفعلها أحد بالآخر لأن الأعضاء فى الجسد الواحد لا تؤذى بعضها البعض أى تيار الفضيلة الذى يسرى فى المؤمنين لابد أن يكون جسداً واحداً.. الكيان الواحد
والمسيح هو أصل الاتحاد بين الله والإنسان.. لأن المسيح فيه الطبيعتان الطبيعة الإلهية عن طريقها وحدنا بالآب ولأن فيه الطبيعة الإنسانية وحدنا بعضنا ببعض.. ويقول القديس كيرلس: "هذا هو البعد الكرستولوجى الذى نلمسه فى حياتنا ككنيسة.. الوحدة الروحية والوحدة الكيانية لشعب الله المبارك كرستولوجى: أى طبيعة المسيح اللاهوتية التى توحدنا بالله وطبيعة إنسانية توحدنا ببعضنا
الوحدة الروحية يسموها (إبنمايتكوس) مصطلح يونانى
الوحدة الجسدية فى المسيح: (سوماتيكوس).. لذلك يقول القديس كيرلس: نحن جميعاً واحد فى الآب والابن والروح القدس من خلال الشركة فى الجسد المقدس.. هى شركة روحية من خلال الشركة الجسدية أى فى جسد المسيح لكى تكون جميعاً جسد واحد. والقدس أثناسيوس يؤكد هذا المعنى بقوله: الرب حاضر ويحيى حياتنا ونحن نحيا فى حياته أى أن الله حاضر على المذبح ومن خلال حياته نحن نحيا.. لأنه يحيا حياتنا ونحن نحيا حياته
(قصة الأخوان فى سفينة كادت أن تغرق)
فالخلاص يتحقق بالكامل فى حضور الرب لأن فى شخصه تحيا الكنيسة باستمرار كوحدة واحدة معه من خلال الذبيحة المقدسة وكوحدة للكنيسة كلها
وبذلك تكون درسنا اليوم
فعل التناول من خلال الشركة مع المسيح ومن خلال التناول والمظلة الواقية التى تفيد من هو مستعد للتناول فى حياة توبة
الوحدة التى تحدث فى شعب الله فى كنيسته المقدسة من خلال التناول المقدس
يبقى ثلاث نقاط
v علاقة الأفخارستيا بملكوت الله فى صلوات القداس الإلهى نتكلم بوضوح عن ملكوت الله نقول: اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قداساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا لكى يكون لنا نصيباً وميراثاً مع كافة قديسيك الذين أرضوك منذ البدء.
وأيضاً الجزء الذى نقول فيه: ففيما نحن أيضاً نصنع ذكرى آلامه المقدسة وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب. وظهوره الثانى المخوف المملوء مجداً. والظهر الثانى هو يوم القيامة (تحقيق ملكوت الله)
ثم فى آخر القداس يقول الكاهن: لأنه مالم تره عين ومالم تسمع به أذن ومالم يخطر على قلب بشر ما أعده الله… وهو حامل الصينية يقول: هذا أعلنته لنا نحن الأطفال الصغار الذين فى كنيستك المقدسة (أعلنه لنا كيف؟؟ أعلنه لنا عن طريق التناول "الافخارستيا") والكاهن يردد هذا الكلام نيابة عن الشعب كله وهو يحمل الصينية على رأسه ويقول: فمنا امتلأ فرحاً ولساننا تهليلاً لأن مالم تره عين ومالم تسمع به أذن.. هذا أعلنته لنا نحن الأطفال الصغار الذين لكنيستك المقدسة.. ما أعددته يا الله لمحبى اسمك القدوس هذا أعلنته لنا.. هذا الحديث عن ملكوت الله الأبدى
v ملكوت الله الحالى: فى الجزئية التى تقول: وعلمنا طرق الخلاص وجعلنا له شعباً مجتمعاً وسيرنا أطهاراً بروحك القدوس.. أى أنه لما ملك الروح القدس على قلب الشعب فى الكنيسة هذا يمثل ملكوت الله على الأرض لأن كنيسة الله هى ملكوته على الأرض
والقديس إغريغوريوس الناطق بالإلهيات يقول فى القسمة
"اصنعنا لك شعباً مجتمعاً مملكة وكهنوتاً وأمة مقدسة يعتبر اصنعنا لك أى هذا غير ممكن لدينا نحن بأشخاصنا لا يمكن نصل إليه لولا أنك تصنعنا.. وصنع الشئ هو إيجاده من جديد.. المادة الخام ممن تكون موجودة لكن التصنيع نفسه عملية التصنيع نفسها أى تجعل الشئ مختلف عن المادة الخام الأصلية (مثال: الملابس – من القطن – الصوف.. الخ)
وفى صلاة الاستعداد يقول الكاهن: اجعلنا مستوجبين بقوة روحك القدوس أن نكمل الخدمة بغير وقوع فى دينونة أمام مجدك العظيم.. نقدم لكَ صعيدة البركة مجداً وعظم بهاء فى قدسك.. هذه الصلوات بالذات تربط بين الملكوت الأبدى والحالى.. يقول اجعلنا مستوجبين وتعبير مستوجبين أى غير مستحقين.. وكلمة مستوجب أى له الحق التلقائى.. اجعلنا مستوجبين بقوة روحك القدوس أى الملكوت الحالى أن نكمل الخدمة بغير وقوع فى دينونة تخص الملكوت الأبدى أمام مجدك العظيم..
v ومن هذه الصلوات نخرج بثلاث نقاط هامة وهى الذبيحة تحيينا ملكوت الله: وبدون الافخارستيا لا نعيش ملكوت الله على الأرض وإحياء ملكوت الله على الأرض عن طريق سر الأفخارستيا وبما أنه هو المسيح الممجد إلى الأبد الذى سيدين الأحياء والأموات فى الملكوت الأبدى يكون الملكوت الحالى ظل الملكوت الأبدى أو عربون له.. ويقول القديس كيرلس: السيد المسيح ربط مكافأة الرسل وأخذهم للأبدية بالأفخارستيا فى جلستهم حوله على مائدة الأفخارستيا والسيد المسيح فى لوقا قال للتلاميذ أنا أجعل لكم كما جعل أبى لى ملكوتاً لتأكلوا وتشربوا على مائدتى فى ملكوتى وتجلسون على عروشاً وتدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر (لو30:22) ففيما السيد المسيح جالس بين تلاميذه على مائدة الافخارستيا كلمهم عن العروش التى يجلسون عليها فى الأبدية وقال لهم أنا أجعل لكم كما جعل أبى فى ملكوتى.. أى الذى يحدث عن المائدة هو ظل أو مثال لما سيحدث (وكلمة مثال أقرب للمعنى) " حين تجلسون على العروش إذ تأكلون فى ملكوتى وتدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر، وفى" (مت28:19) يقول لهم: لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتى ملكوت الله يقول ذلك صراحة، وفى (مر25:14) يقول لهم: "لا أشرب من نتاج الكرمة.. لأعود أشرب من نتاج الكرمة إلا حين أشربه معكم جديداً فى ملكوت أبى"
ويقصد بتاج الكرمة (دمه الذكى الكريم عصارة الحب الإلهى).. أى يريد أن يقول لهم أنا شربته معكم لم أشربه معكم مرة ثانية على الأرض إلا أن أشربه معكم جديداً فى ملكوت أبى.. وهنا ربط واضح بين الذبيحة وملكوت الله لذلك حديث السيد المسيح عن العروس والأكل فى الأبدية كان قبل سر الأفخارستيا مباشرة.. وبعد الأكل قال لهم: لا أشرب من نتاج الكرمة إلى أن أشربه معكم جديداً فى ملكوت أبى
v لذلك هدف أساسى فى عمل الأفخارستيا هو أن تكون ضمن ملكوت الله وأن يكون لنا نصيب فى ملكوت الله.. لذلـك يقول: اجعلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قدساتك.. لكى نكون جسد جسداً واحداً وروحاً واحداً ونجد نصيباً وميراثاً مع كافة قديسيك الذين أرضوك منذ البدء.. هنا نرى فى الأفخارستيا صورة حقيقية لملكوت الله ولذلك الذى يثبت خطأه يُحرم من التناول لأنه لا يدخل ملكوت الله إنسان خاطئ متمسك بخطأه لذلك بدون التوبة والاعتراف لا نناول أحد وأذكر عبارة جميلة قالها ذهبى الفم: "أن دينونة الخطاة فى يوم الدينونة العامة، أما الدينونة للقديسين فهنا أمام المذبح" بمعنى أن القديسين الذين يعيشون حياة التوبة والاعتراف يدينوا أنفسهم ويقروا بخطئهم أمام الأب الكاهن فيستحقوا التناول من المذبح.. لذلك الإنسان لا يمكن أن يُحاكم مرتين على شئ واحد (خطأ واحد) فإذا حُوكم وحاسب نفسه على خطأه يتبرأ من الحكم لذلك "ليست خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة".. وذهبى الفم يعتبر أن "التوبة والإقرار بالخطأ هو دينونة القديسين، يدانوا هنا حتى يتبرأوا فى الأبدية السعيدة وينالوا الملكوت الدائم
من كل ذلك نجد أن الذبيحة هى التى تحيينا ملكوت الله وخارج الذبيحة لا نعيش ملكوت الله.. اخوتنا البروتستانت يقولوا حين نجلس إلى المائدة المقدسة يرسم فى أذهاننا صورة المسيح وهو مع الإثنى عشر يعطيهم جسده ودمه مجرد يرسم فى الأذهان وليس حياة حقيقية.. مجرد ذكرى تاريخية
v التذكارات فى الكنيسة تلتقى فى أربع مسميات الذكرى التاريخية: ذكرى المنتقلين القديسين
الذكرى التعبدية الخاصة بحياتنا اليومية: مثل تذكار القيامة فى باكر ، تذكار حلول الروح القدس فى الثالثة، تذكار صلب المسيح فى السادسة
الذكرى السيدية: أى الأعياد السيدية وترتفع أكثر وتصل إلى أن تحيا الثلاث تذكارات فى
الذكرى السرائرية: (الـ Mestical "مستيكل") أو Skramltin "سكراملتن") تيموريكل أى تذكار تاريخى.. و Historical أو Timorical "تيموريكل"
الذكرى السرائرية: تجمع فيها كل التذكارات.. تذكر الذكرى التاريخية للقديسين فى القداس وقراءات القداس تسير مع القديس صاحب الذكرى للقديسين فى القداس وقراءات القداس تسير مع القديس صاحب الذكرى وتختلف القراءات إذا كان شهيد أو راهب أو راهبة
والتذكارات التعبدية تسبق القداس (لابد من صلوات الأجبية قبل القداس ونفس القداس يعد ذكرى تعبدية.. مثال ما صنع المسيح مع التلاميذ.. كذلك الذكرى السيدية: كل الأعياد السيدية فيها قداسات وكل هذا تجمعه الذكرى السرائرية وكلمة سرائرية معناها فوق الزمن
v الذكرى السرائرية أو القداس الإلهى فوق الزمن: فالقداس الإلهى هو عمل لا يحده زمن ولا يقاس بالزمن.. ويلاحظ أن معظم الحركات (انتيقلوكيت) عكس عقارب الساعة نجد دورة أبونا حول المذبح عكس عقارب الساعة والبخور أما الهيكل عكس عقارب الساعة لماذا؟؟
لأنها لا تخضع لزمن.. لا تسير مع الزمن وكذلك أبونا يحرك إصبعه على فوهة الكأس عكس عقارب الساعة ويرشم الجسد بالدم عكس عقارب الساعة.. كل حركات القداس تقريباً عكس عقارب الساعة لا تخضع للزمن، لذلك نقول فى الصلاة قبل السجود ولكى يحل الروح القدس على الأسرار.. ففيما نحن أيضاً نصنع ذكرى آلامه المقدسة وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب.. هذه كلها حدثت فى الماضى والآتى لم يحدث وظهوره الثانى الأتى من السموات المخوف المملوء مجداً .. مع أن ظهوره الثانى لم يحدث بعد لم يحدث كيف نصنع ذكرى شئ لم يحدث؟؟
التعليل الوحيد والسبب الواحد.. أننا نصنع ذكرى فوق الزمن.. كل ما حدث من التجسد إلى القيامة العامة وظهوره الثانى الآتى من السموات المخوف المملوء مجداً لذلك نقول هنا دينونة القديسين لكن دينونة الخطاة أمام كرسى الديان العادل فوق
يُلاحظ باستمرار أن الأمور التعبدية كلها تشير إلى استمرار البركة المأخوذة من المناسبة الأصلية بنفس القوة.. نقول فى الساعة السادسة وبالمسامير التى سمرت بها أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية والشهوات العالمية إلى تذكارات أحكامك السمائية كرأفتك.. صليب المسيح أو المسامير التى تعمل فى الإنسان تجعله يطرد الأفكار الشريرة وينقى الفكر من عمل الطياشة، كذلك حينما نذكر حلول الروح القدس فى الساعة الثالثة أو موت المسيح فى الساعة التاسعة نذكر كل البركات والعطايا الممنوحة لنا لأنها تدوم عبر الزمن لأنها لا تخضع لزمن تأثيرها وبركتها موجودة عبر الزمن
يقول يواقيم جيرمينانوس (روم أرثوذكس) من العلماء الروحيين
التذكار الأفخارستى هو تذوق مسبق للملكوت الآتى بصورته المكتملة بطريقة سرائرية أى أننى فى التناول أذوق الملكوت الآتى بصورة كاملة بطريقة سرائرية لا يدركها إلا الإنسان العائش عمق الحياة الروحية ويستوعب العمل السرائرى ليس كل إنسان هكذا
v الفرق بين العمل العادى والسرائرى العادى يشعر به الكل أما السرائرى لا يشعر به كل إنسان لكن حسب اتساعه ليس الطول والعرض وليس الاتساع الفكرى لكن الاتساع الروحى مدى قوة الإنسان الروحى الذى يعيش وبداخله قوة روحية وقوة إيمانية
العمل السرائرى فيه الإيمان فنحن نتناول الجسد والدم تحت أعراض الخبز والخمر ولكن يلزم الإيمان لأن الفرق بيننا وبين البروتستانت أن البروتستانت يؤمنوا أن الخبز والخمر يتحول فى المؤمن إلى جسد ودم المسيح لكن إيماننا نحن الأرثوذكسى أن الذى على المذبح هو الجسد والدم سواء أنا أكلته أم لا؟ البروتستانت يؤمنوا إيمان ضعيف أن الخبز والخمر يكونا فى المؤمن بعد تناوله جسد ودم لكن على المذبح هو خبز وخمر فقط.. لكن إيماننا نحن الأرثوذكسى أن الذى على المذبح هو الجسد والدم حتى لو أكلته أم لا؟ لذلك أبونا يمسك الجسد فى يده ويقول الجسد المقدس وكل الشعب يقول: نسجد لجسدك المقدس..، ويقول الكاهن: ولدمك الكريم ويرد الشعب: ولدمك الكريم
يقول الأخ يواقيم جيرمينانوس
أننا نذكر الخروف القائم الذى دائماً مذبوح وهذه هى خبرة الكنيسة فيما قاله سفر الرؤيا.. أن المسيح قائم دائماً مذبوح ودائماً نعيشه باستمرار فالتذكار الأفخارستى هو تذوق مسبق للملكوت الآتى بصورته المكتملة بطريقة سرائرية كل إنسان حسب اتساعه
وفى الأبدية القديسين لا يشعرون بالأبدية نفس الشعور لكن كل واحد على قدر قامته الروحية.. لذلك واحد فى القداس يشعر أنه أخذ طاقة روحية بخلاف الآخر وآخر يحضر القداس ولا كأنه حضر؟ كأنه فى جلسة عادية.. تعتمد على مدى الاتساع الروحى.. وهذا ما حاوله السيد المسيح أن يعيشه مع التلاميذ فترة الأربعين يوم والذين نذكرهم فترة الخماسين المقدسة.. أنه عاش معهم على مستوى سرائرى وليس مستوى عادى مادى.. عاشوا معه وكان قائم من بين الأموات وظهر لهم بجسد القيامة وهم فى جسد التراب وهم فى الجسد الروحانى ويلتقوا ويعيشوا فى الافخارستيا بطريقة سرائرية.. ونحن نعمل مثل التلاميذ كما فعل معهم السيد المسيح فترة الأربعين يوماً قبل صعوده.. المسيح فى جسد القيامة ونحن فى الجسد الترابى على المستوى السرائرى ونحن نشعر أن فى كل مرة نخدم فيها الأفخارستيا إنما نضع أمامنا حادثة الصليب والقيامة موضع ديمومة الذبح وديمومة القيامة.. الدم يشير إلى الذبح والجسد هو جسد القيام
ولذلك اللحن الذى يُقال قبل آآنشف وقسم أو قسمة أو وذاقه على الكأس لها لحن يفيد ديمومة الذبح وكما قال القديس يوحنا الحبيب فى الرؤيا: خروف قائم (إشارة للقيامة) كأنه دائماً مذبوح أى عملية الذبح نفسها مستمرة جراحات الصليب تعلن استمرارية عملية الذبح وهنا نرى أن فترة وجود السيد المسيح فى الأربعين يوم هى فترة تمثل تأسيس ملكوته على الأرض وهو فى جسد القيامة الذى يخص الملكوت الأبدى.. وفيما هو يؤسس ملكوته على الأرض كان يعلن ملكوته الأبدى.. ففى جسد الحياة الأبدية التى كان فيها.. واضح الربط الشديد بين الملكوت (ملكوت المسيح على الأرض وملكوته الأبدى)
والسيد المسيح بعدما سجل انتصاراً على الشيطان من خلال المسيح والقيامة لكى يعلن أن موته مؤسس على النصرة على الشيطان من خلال الصليب والقيامة ولذلك نعيشه فى الأفخارستيا.. إنه اغتصاب للملكوت الذى كان الشيطان معتدى عليه.. لذلك فى الافخارستيا نعيش النصرة الدائمة على الشيطان والعالم والجسد ولذلك الإنسان المهزوم للشيطان والعالم والجسد لا يقدر أن يأخذ الأفخارستيا
وأول خطوة فى النصرة هى القيامة الأولى فيها تسجيل للنصرة وفيها نتعرض لعبارة ذكرى فى (1كو 16: 23) وهى كلمة ما رآن آسا = الرب قريب كانت تقولها الكنيسة من ألفين سنة وتظل تقولها وهى عبارة يقول الآباء عنها أنها عبارة ليتورجية أفخارستيا آخروية.. لأنها تمثل جزء من العبادة.. ولأنها تمثل ملكوت الله الدائم هنا وفوق (آتى – قريب) لاستعلان ملكوته الأبدى.. وهى آخروية لأنها تمثل الأبدية وهى تنطبق على ما بدأناه من ملكوت على الأرض من خلال سر الأفخارستيا
إعـلان الملكوت
أن التعبير اليونانى الآبائى عن القداس كلمة سيناكزيس وكانت تطلق على اجتماع الآباء كل يوم أحد فى الدير لتناول جسد الرب ودمه وكلمة سيناكزيس: اجتماع دورى دائم إلى الأبد بصورة منتظمة وكأننا حينما نجتمع من أجل سر الأفخارستيا إنما نجتمع فى اجتماع دائم إلى الأبد نبدأه هنا ولا ينتهى حتى فى الأبدية
كتاب التذاكية أو التذاكى: وهو الذى يعلم عن السيد المسيح والرسل يقول فيه "كما أن هذا الخبز المكسور كان متناثراً فوق الجبل وقد جُمع معاً فصار واحداً هكذا اجعل كنيستك تجتمع معاً من أقاصى الأرض كلها إلى ملكوتك".. يشير إلى المن الذى كان ينزل من السماء متناثراً على الجبل هكذا قوة الكرازة فى الافخارستيا تجمع من أطراف الأرض إلى ملكوت الله ويكمل القديس فى كتاب التذاكية ويقول: إنه اجتماع المؤمنين أبناء الله المتفرقين إلى الواحد الرب المسيح وفى رسالة الرسول إلى أفسس يقول: "الذى سنجتمع معه يوم مجيئه فننتهى جميعاً إليه" (أف 4: 13)
لذلك ونحن نجتمع فى الكنيسة فى القداس نظهر أمام الله ونظهر أمام العالم أننا نحيا سر ملكوت الله السرائرى هنا وفى الأبدية الذى أتى بقوة الله.. "لن الجيل إلى أن تروا ملكوت الله قد أتى بقوة" ويقصد حلول الروح القدس الذى أسس الملكوت الذى سيدوم إلى الأبد.. وهكذا نرى أن الافخارستيا هى دخول بالكنيسة إلى ملكوت الله تبدأ هنا وتستمر إلى الأبد لذلك ونحن أمام المائدة المقدسة نصرخ ونقول: "واهدنا يارب إلى ملكوتك" وهذه نقولها بعد المجمع وأولئك يارب.. الخ
من هنا نرى أن الافخارستيا المقدسة هى حياة فى ملكوت الله واستعلان مبكر للملكوت الأبدى لذلك من لا يتناول نسميه خارج الشركة – شركة الملكوت.. بل أنه لا يريد أن يشارك فى ملكوت الله
التدريب العملى هنا: أن العضوية الحقيقية للمؤمن هى عضويته فى الأفخارستيا وإلا أصبح عضو خارج الشركة يبتر نفسه بنفسه من شركة الملكوت
v أمور تحدث فى القداس عملياً ترتبط بما قيل القربانة المستديرة: تمثل ملكوت الله الدائم – تصنع من الدقيق الأبيض النقى وملكوت الله لا يدخل فيه إنسان نجس أو شرير لا هنا ولا فى السماء.
الإسباديكون حوله 12 صليب: وهو رقم يشير لملكوت الله والصليب يجمع الذبح والقيامة والسيد المسيح كان فيه قوة القيامة وهو يموت على الصليب بدليل تفتح القبور وقيام كثير من أجساد القديسين.. قوة قيامة غلبت الموت وهو يموت
الخبز المختمر: يكشف عن المسيح القدوس الذى حمل خطايانا.. الخميرة هنا تشير للخطية والخاطئ نجس وحامل الخطية هو قدوس بلا شر ولولا حمل المسيح للخطية التى فينا ما كان ممكناً أن ندخل إلى ملكوته
الخبزة الواحدة: مجموعة حبات القمح التى تشير للمؤمنين الذين جمعهم المسيح فى ملكوته.. والسيد المسيح اختار الخبز والخمر بالذات لأن الخبز يجمع حبات القمح والمختمر أى عصير الكرمة المخمر عبارة عن مجموعة حبات العنب كلها عصرت وصارت فى كأس واحدة فى ملكوت الله الواحد.. والقديس كبريانوس يقول: أن سر الأفخارستيا يمثل ملكوت الله الحى داخل الكنيسة الذى عبر عنه المسيح حينما أخذ الخبز والخمر وأعطى تلاميذه
عماد القربانة: يعنى انفتاح السماء كما فتحت السماء لحظة عماد المسيح وهنا الكنيسة من أول القداس وبعد اختيار الحمل مباشرة وتعميد القربانة تحكى انفتاح السماء على الأرض وتعلن ما حدث على الأرض وفى السماء والملكوت الممتد من الأرض للسماء
دوران الكاهن حول المذبح: سواء بالبخور أو البشارة والإنجيل أركان المذبح تمثل أركان المسكونة إشارة لعمل الله السرى فى توصيد المسكونة فيه لمن يريد.. إن الإمكانية مفتوحة للكل لمن يريد أن يلتصق به ويتحد بملكوته
الكاهن يضع إصبعه ويده يكون على شكل ألفا والامجا: الأول والآخر شكل يد الكاهن وهو يرشم تعلن ملكوت الله الأبدى وكل الرشومات.. خاتم الأبدية أو الملكوت على الخبز والخمر
تسبحة السيرافيم قبل أوشية الإنجيل: قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى.. الذى ولد والذى تألم (صلب عنا) والذى قام وصعد هذه تمثل مرحلة الملكوت فعل الملكوت.. لقد ولد فشابهنا وتألم فعبر بنا وقام عبر بنا وغفر الخطية وصرنا نشابهه للأبد أخذ زمنيتنا لكى يمنحنا أبديته
ما يحدث فى القداس الإلهى فى صلاة الصلح: الكاهن يمسك اللفافة المثلثة أمام عيناه وتتذكر الكنيسة قبل الصلح الحجاب الحاجز الذى كان يمنع ملكية الله على الإنسان والصليب أمامه فى الناحية الأخرى من المذبح لأن الحجاب شق بالصليب ويشير لدخول الله فى حياة الإنسان ودخول فى ملكوته
فى التناول منظر الكاهن وهو يمسك الصينية ويحمل الجسد والدم والشماس يمسك اللفافة المثلثة.. الشماس يمثل الملائكة الذين لا يستطيعون النظر إلى المسيح.. لقد أعطانا الله ما تشتهى الملائكة أن تنظره والكاهن يشير لملكوت الله والبشر الذين دخلوا ملكوت الله الذى دخلوه وهم مستحقين أن يأكلوا من الجسد ويشربوا من الدم فى ملكوت الله هذا هو الطقس الرائع
إذا فهم الإنسان الطقس أصبح بسهولة يعيش الملكوت على الأرض
منهج الافخارستيا (لمعهد الرعاية )الافخارستيا سر الشركة لنيافة الحبر الجليل الانبا بنيامين اسقف المنوفية