سلوكيات الراعي ( لنيافة الأنبا بنيامين ) الجزء الأول
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: سلوكيات الراعي ( لنيافة الأنبا بنيامين ) الجزء الأول الثلاثاء 1 سبتمبر - 0:15
الراعي والقدوة :
قصة الراهب الذي كان غنياً وأحضر ماله للقديس مكاريوس ورهبانه فرفضوا المال مما جعله يحب الرهبنة ويحيا فيها ( كان تعليماً بالقدوة أكثر من الكلام ) 0
والقدوة في حياه الراعي من أهم سلوكيات ونعني بها :
القدوة تعني : بهذا يقتاد شعبه لله ويقتدي به الجميع 0
وفي هذا يقول الكتاب : " كن قدوة للمؤمنين في الكلام ، في التصرف ، في المحبة ، في الايمان في الطهارة" ( 1 تي 4 : 12 )
" تمثلوا بي كما أنا بالمسيح " ( معلمنا بولس الرسول )
" كما سلك ذاك ينبغي أن نسلك نحن أيضاً " ( القديس يوحنا الحبيب )
ويقول الكاهن الجديد في التعهد :
" أتعهد أن أقود الشعب في حياة البر والتقوى علي قدر طاقتي وأن أكون قدوى للجميع في كل عمل صالح "
+ وهكذا تصلي الكنيسة من أجل الاب البطريرك والآباء الأساقفة في الاثني عشر فضيلة لكل تحل عليهم فيتحلوا بها … "
+ يجب أن يقدم الراعي نفسه نموذجاً للجميع ومثالاً لرعيته لحياة المثالية التي يطالبهم أن يحيوها وينبغي أن يكون ( صوت سلوكه أعلي من صوت كلامه )
+ كان الكاهن يأخذ من الذبيحة الصدر والساق اليمني إشارة إلي إحتواء صدره لكل فكر صانع يخرج إلي حيز التنفيذ بسلوكه فيها بساقه … 0
+ إن الدين روح ينتقل من قلب إلي قلب وليس فكر من عقل إلي عقل 0
+ تشبيهات السيد لأولاده :
النـور ينير في صمت
الملـح يصلح في صمت
الخميرة تنتشر في صمت
+ الكنيسة تعلم بالسيرة والقدوة أكثر من الكلام :
الشموع حياة البذل في صمت
البخور حياة الصلاة في صمت
السنكسار نماذج عملية لحياة القديسين
الايقونات تنطق بحياة ماضية مجيدة
+ الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي يقدم نماذج جديدة :
إيليا يقدم القدوة لاليشع فيأخذ من روحه أثنين
موسى يقدم القدوة ليشوع
موسى يأخذ من روحه الله ويعطي للسبعين شيخاً
القديسة مونيكا تقدم النموذج لأغسطينوس إبنها الاسقف
وهكذا الراعــي وسيلة إيضاح لما يعلم به في غضبه وبشاشته ووداعته وإتضاعه ومحبته … إلخ
+ كان القديسون مدارساً وليسوا مدرسين ، عظات أكثر من وعاظ :
مثل الانبا ابرآم أســقف الفيوم مدرسة في العطاء
مثل الانبا أرسنيوس معلم الملوك مدرسة في الصمت
البابا كيرلــــس الســادس مدرسة في الصلاه
يقول السيد المسيح : من عمل وعلم يدعى عظيماً في ملكوت السموات وليس من علم فقط ، فالعمل مهم ( أي القدوة )
القدوة معناها : السلوك بالفضيلة = إعطاء الحياه = فتح طاقات للعمل الصالح 0
ويقول معلمنا بولس الرسول : " كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب " ( رو 2 : 21 ، 22 )
الراعي والعقوبة : ( العطف أم العنف ) :
العنف طريق سهل للراعي يؤدي إلي خسارته للرعية ويتحمله الرعية
العطف طريق سعب للراعي يؤدي إلي كسبة للرعية ويتحمله الراعي
قد لا نفهم بعض الايات مثل : ( عظ وبخ إنتهر … بكل أناه وتعليم … ) ولقد وبخ السيد بطرس تلميذه قائلاً في لطف وعطف ياسمعان أتحبني ؟ ثلاث مرات
ويلات الكتبة والفريسين : وهذا كان بعد جهد من الرب إذ صادثهم وحادثهم وزارهم في بيوتهم ولكن إذ رفضوا كل هذا إضطر إلي إعلان قيادة جديدة وإظهار القديمة حتي لا ينقاد إليهم الناس فيضلوا …… فقال لهـم ( الويل لكم أيها القادة العميان )
حكم معلمنا بولس الرسول علي خاطئ كرونثوس : ولكنة كان يطلب خلاص نفسه ثم عاد فطلب أن يمكنوا له المحبة …
ولكن العطف ليس مقصود به التدليل والرخاوة فهذا مرفوض لأن : ( الحكم المرضى يجلب غضب الله )
التدريب التأديب العقوبة بقانون
علي حياة البر علي الخطايا في حالة الاحتياج للعقوبة
والعقوبة بمعناها الحقيقي التضييق علي الاخرين ليسلكوا في طريق الله … والهدف منها الوصول إلي الحياة الابدية وليس الانتقام من الناس سواء باللطف أم بالعنف 0
العقوبة ليست ثمناً للخطية
يجب أن لا تكون العقوبة حب للتسلط أو حب للرئاسه وإلا صارت خدمة إنتقام من الناس 0 وإلا ستؤدي إلي الاستباحة أو اليأس 0
+ عاقب آدم وحواء + عاقب موسى النبي وبني إسرائيل
+ عاقب داود + عاقب حنانيا وسفيرا
+ عاقب أيوب + عاقب شـاول الملك رافضي العقوبة
+ حديث السيد عن النار والدود + عاقب عيســــو
+ قال لبطرس ( أن لم أغسلك فليس لك معي نصيب ) وهذه عقوبة 0
لأننا حراس علي الاسرار الالهية والمبادئ السماوية وأيضاً حراس علي الرعية فلا نفرط في الناس ولا في الرعية والحل الوحيد هو العقوبة يجب أن نحافظ علي الاسرار وعلي المبادئ وعلي الرعية أيضاً 0
يجب أن تكون العقوبة علي قدر الخطية ليس أقل ولا أكثر … فبعض الخطايا لا تحتاج إلي عقوبة بل يكفي مجرد التأديب … وأحياناً بعض خطاه تسبق العقوبة اللطف معهم لربحهم وخاصه اليائسين 0
لا نوافق أن تكون العقوبة الضرب والشتيمة لأنه قسوة والقسوة شيطان والقوانين الكتابية والكنسية تمنع من ذلك 0
وأيضاً المقاطعة مرفوضه كعقوبة لأنها تقطع الصلة بين الراعي والرعية ولا يصح أن تتحول العقوبة إلي خصومة لأنه مكتوب ( لا يخاصم ولا يصيح … )
يفضل ألا تكون العقوبة الحرمان من وسائط النعمة بل ربطة بها لاحتياجه وليس لاستحقاقه …
مطلوب المرونة في العقوبة علي حسب إستعداد المخطئ لتقبل العقوبة ومدى تحسنه في توبته عن الخطية ( الله رجع عن غضبه علي نينوى )
يجب أن يفرق الراعي بين التسامح والمصلحة العامة فلا يغفر ما لا يجب أن يغفر خوفاً علي الصالح العام في الكنيسة فلا تساهل مع الهراطقة والذين يسببون ضرراً مباشراً أو غير مباشر للكنيسة … مثل الانقسامات والعثرات … إلخ 0
يراعى الراعي أن لا تكون العقوبة سبباً في نمو كبريائة وقساوته ومحبته للمجد الباطل والتسلط علي الآخرين 0
العقوبة في تطبيقها تحتاج إلي راعي عزيز النفس في غير كبرياء ، حازماً لكنة رحيماً ، إدارياً ولكنه غير دكتاتورياً ، منصفاً بغير مجاملة ، متواضعاً في غير خنوع ، صارماً ورقيقاً معاً … إلخ 0
سلوكيات الراعي ( لنيافة الأنبا بنيامين ) الجزء الأول