† التواضع †
من كتاب زهور من بستان أبونا بيشوى كامل
التواضع اللانهائى الكامن فيك :
.........................................
يارب ... اجعلنى أن أعتبر آخر عامل كاعتبارى للأمير ، لأن الله ظهر بيننا كآخر عامل . وأبحث لذاتى عن آخر المراتب الحقيرة ، لكى أكون حقيراً كسيدى . وأصحبه سائراً ورائه الخطوة فى الخطوة ، خادماً أميناً وتلميذاً أميناً ، بل أخاً وعروساً أميناً . لذلك أُنظم حياتى لكى أكون الأخير والأحقر بين الناس ، لكى أحيا مع معلمى وسيدى وأخى وعريسى الذى كان نفاية الشعب وعار الأرض ودودة وليس إنساناً . أعيش بالفقر والمذلة والألم والعزلة والإهمال لأكون كسيدى : " لذلك أُسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح . لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى "(2كو10:12)
يارب .. اجعل التواضع سلاحاً لى فى حربى وجهادى ضد الشيطان ، وفى معاملتى للآخرين .
ربى يسوع .. من أجلى تصير أنت دودة لا إنسان ، أما أنا الإنسان الترابى فأتعالى أمام تواضعك العجيب .
إن اتضاعك ياربى وصل إلى درجة اتضاع الدودة ، مع إنك القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل . اتضعت لتخلصنى من كبريائى الذى طالما وقف فى طريق خلاصى .
ربى يسوع ... اكشف لى أعماق تواضعك الذى اختبرته - كدودة لا إنسان - لأجل خلاصى ، لكى ما اكتشف أعماق حبك لى .
ربى يسوع ... علمنى أنا الشقى المتكبر أن أتعلم منك الاتضاع فأقول أمام الآخرين أنا دودة لا إنسان.
سيدى أقف أمامك يارب لأتعلم فعلمنى ... علمنى كيف أصلى . علمنى الاتضاع والوداعة كما أمرتنى : " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب " (متى 29:11).
علمنى كيف أصلى وأحمل الصليب. علمنى كيف اصوم . علمنى كيف أخدمك . علمنى كيف أحب قريبى كنفسى . علمنى كيف أحب عدوى وأصلى لأجله.
علمنى سُبلك وطرقك ، ليس يارب الطريق السهل بل الطريق الكرب . إن الأول يؤدى للهلاك أما الثانى فللحياة . الطريق الرحب يعرفه العالم كله ، أما الطريق الكرب فلا يعرفه إلا الذين علمتهم إياه ، وأحببتهم وأحبوك فحملوا الصليب وتبعوك .
إنى أشتهى طريقك يارب ، فعلمنى إياه . أنت هو الطريق ، وطريقك يارب بدأ بالمذود وانتهى بالجلجثة . علمنى أن أبدأ بالمذود وأنتهى بالجلجثة .