عدد المساهمات : 540 نقاط : 1641 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
موضوع: جوهر الصلاة، تحول دائم للطبيعة الإنسانية الخميس 27 أغسطس - 21:59
جوهر الصلاة، تحول دائم للطبيعة الإنسانية
جوهر الصلاة عن رسالة حياة الصلاة للمبتدئين للأب صفرونيوس
1 - الصلاة حسب تعليم ربنا يسوع المسيح نفسه - الذي علَّم الصلاَة ومارسها - هي تحول دائم للطبيعة الإنسانية ، وتشبه دائم بالآب السماوي، الذي أعلنه ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح، الذي قال: " فكونوا أنتم كاملين كما إنَّ أباكم الذي في السموات هو كامل " (مت ٥: 48)
2 - إنَّ غاية الصلاة هي أن نتحد بالآب السماوي ، وأن نكون واحدًا معه ، كما يقول ربنا يسوع المسيح : " ليكونوا واحدًا فينا ". وغايُة الصلاة ، يعملها الروح القدس ( أي يتممها الروح القدس ) ؛ لأننا لا يمكن أن نكون مثل الله بقدراتنا ، بل بقوة وعطية الروح القدس الذي يسكن فينا ؛ لكي يحولنا إلى صورة الله.
ولكي ننال عطية الحياة الجديدة التي صورها ربنا يسوع المسيح في تجسده وصلبه وقيامته ، فقد أعاد ربنا خلق الإنسانيَة من جديد بتجسده من القديسة مريم والدة الإله ، عندما نقل الإنسانيَة من العدم الذي خلَقت منه إلى عطية الحياة بالروح القدس ، رب الحياة وواهب كل العطايا.
ومن يصلِّي ينتقل من الطبيعة الآدمية القديمة الساقطة التي خلَقت من لا شيء ، إلى الطبيعة الإنسانية الجديدة التي كونها ربنا يسوع المسيح عندما تجسد من العذراء ، وصار بذلك آدم الثاني ، رأس الخليقة الجديدة التي نُقَلت من العدم إلى الحياة عديمة الموت ، باتحاد لاهوته بالناسوت الآدمي الذي أخذه من العذراء ، فنَقل بذلك أصلنا من هاوية العدم إلى الأساس الراسخ والثابت ، أي إلى ُأقنومه الذي قال: " أناهو الحياة ".